بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
وبعد
فتاوى العلماء في ترميم وبناء الكنائس يراعى فيها فهم الواقع
فبالنظر إلى الواقع الذي صدرت فيه هذه الفتاوى يلاحظ أنه واقع دولة مسلمة أي الهيمنة فيها للإسلام
فالإسلام هو الحاكم والمهيمن وما بقى من كنائس فهو إنما بإذن من الحاكم المسلم والذي لا يخرج رأيه عن رأي عامة المسلمين
إذ لما انتشر الإسلام وتوسعت رقعته وقع الكثير من ديار النصارى تحت أيدي المسلمين
ومعلوم أن معاملة الإسلام مع أهل الديانات الأخرى هو التخيير بين أحد تلات
1. إما الاسلام
.2 أو السيف
.3 أو دفع الجزية عن صغار
وقد وقع أن وافق بعض أهل الديانات الأخرى على الخيار الثالت
فعليه تبقى دورهم وكنائسهم وبيعهم
ويصيروا بذلك أهل ذمة مصانة دمائهم وأموالهم بعقد الذمة ولهم أن يبقوا على دياناتهم مادامت الطائلة للإسلام والحكم والهيمنة له
ومن هنا نشأت فتاوى للعلماء حسب هذا الواقع
فهذه الكنائس المرخص في بقائها وترميم ما اندثر منها وتعويض ما هدم منها إذا كانت مصلحة المسلمين في هدم إحداها لضرب طريق مثلا أو غيره حسب ماتقتضيه المصلحة فانه تعوض المهدمة ويسمح لأهل الذمة ببناء بديلة في مكان آخر
هذه الكنائس التي ستبنى في دار الإسلام كبديل عن المهدمة لمصلحة رآها المسلمون صدرت فتاوى العلماء حسب هذا الواقع
ما إذا شارك المسلم في بنائها أو ترميمها وهي كما ذكرنا مرخص في بقائها وعدم إزالتها من الدولة المسلمة أصلا.
فيقاس على هذا الواقع وهذه الفتاوى واقع مناسب له لا واقعنا المعاصر .. إذ لو أردنا أن نقيس على واقعنا يلزمنا أن نبحث عن
فتاوى العلماء {حتى من أولئك الذين عاشوا ذلك الواقع فكانت هذه فتاويهم }.. في ما إذا سافر المسلم مثلا إلى ديار الكفر واشتغل هناك في العمالة والبناء..
أعتقد أن فتاوى العلماء في ذلك الزمان تحرم أصلا بقاء المسلم بين ظهراني الكفار وتوجب الهجرة إلى دار الإسلام .. ثم ان طبيعة الحروب والثارات بين الدولة المسلمة وديار الكفر تمنع من بقاء المسلم بين اظهر الكفار اللهم الافي حال اسر
أحب أن أذكر أن هناك أصلا متقررا في شريعتنا وهو من عقيدة المسلم ويمس الركن الركين منها وهو مسئلة { الرضى بالكفر}
إذ أن الرضى بالكفر كفر .. ومن مظاهر الرضى بالكفر المشايعة بالعمل إذ هو دلالة قوية على الرضى القلبي
ومن صفة الكفر بالطاغوت اعتقاد بطلان عبادته وتركها .. والتحريض على تركها .. وهو اصل دين الاسلام وقاعدته التي يقوم عليها .
فالصنم مثلا طاغوت .. كيف يقال أن شخصا ما مجتنب عبادته ومتبرئ منه وهو يعين على عبادته بالعمل ويزعم أنه غير راض بالقلب
وكذلك أحب أن أذكر أن أتباع المتشابهات يوجب التشكيك في القواطع المحكمات ويهدمها...وصرفها { أي المتشابهات} لوجوه أخرى أو طرحها أصلا هو السلامة في الدين
لانه لو قلنا ان العمل ليس له تاثير في الاعتقاد وانه ليس علامة علي الرضي او عدمه لزم منه ان المساهمة في اعمال الكفر غير مخل بالاعتقاد كإعانة المتحاكمين إلى الطاغوت وتسهيل سبل ذلك وغيرها من أعمال الكفر ... بدلا من ان النهي عنها هو من صلب الاعتقاد
ولتوجيه كلام العلماء السابق وفتاويهم
ليس في الترخيص لأهل الذمة في بناء دور عباداتهم وترميمها وإبقائها على حالها رضي بالكفر .. إذ الطائلة للإسلام والهيمنة له وهم مفروض عليهم الذلة والصغار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته