منتدى التوحيد الخالص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

بسم الله الرحمن الرحيم

نعلن لكافة أعضاء وزوار المنتدى أنه قد تم بفضل الله افتتاح

منتدى التوحيد الخالص

في نسخة جديدة ومطورة، والذي سيوفر إن شاء الله لرواده تسهيلات إضافية لاحتوائه على امتيازات وخصائص حديثة أفضل من سابقه

وقد تم اختيار إحدى أفضل الشركات العالمية المتخصصة لرفع المنتدى وضمان أفضل خدمة لرواده إن شاء الله تعالى

ولذلك نرجو من الجميع التسجيل بنفس الأسماء في المنتدى الجديد
www.twhed.com/vb






 

 شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبن عمر
عضو هام
أبن عمر


عدد الرسائل : 120
تاريخ التسجيل : 31/12/2008

شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه   شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه I_icon_minitimeالثلاثاء 27 يناير - 5:01

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والآه



وبعـــــد :

فقد كثر الكلام من بعض المعاصرين ـ ممن ينتسبون للدعوة الإسلامية والحركة الإسلامية عموماً ـ حول فعل الصحابي الجليل حاطب ابن أبي بلتعة ـ رضي الله عنه ـ في مراسلته لقريش على أمر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين ، فاتخذ البعض من ذلك ذريعة في ولاء الكافرين والإنخراط في جيوشهم وأحزابهم وأجهزتهم ، مبررين هذه الأفعال بأنها من جنس فعل حاطب وبأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكفّره بذلك ، حتى أصبح هذا الصحابي الجليل غرضاً لأهل الزيغ والضلال ، ونعوذ بالله من الخذلان ، ولاحول ولاقوة إلاّ بالله العلي العظيم .





فسنوضح موقف ذلك الصحابي الجليل رضي الله عنه ، كما جاء في شروح وتفاسير أهل العلم والفقهاء ، والله نسأله حسن البيان والهدى والإخلاص وصلاح العمل والموت على الإيمان .



فنقول وبالله التوفيق ومنه السداد :

أولاً : أن حاطب كان ممن شهدوا غزوة بدر ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : (لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وهذه خاصة لأهل بدر دون غيرهم .

ثانياً : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على عمر رضي الله عنه قوله : (دعني أضرب عنقه يا رسول الله) لكونه أخذ بظاهره ، أمّا النبي صلى الله عليه وسلم فهو يسير بالوحي لذلك علم صدقه ودرء عنه القتل كونه ممن شهدوا بدراً .

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله :

واستدل من أباح قتله[1] بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق حاطب بن أبي بلتعة لما كتب الكتاب إلى أهل مكة يخبرهم بسير النبي صلى الله عليه وسلم إليهم ويأمرهم فاستأذن عمر في قتله فقال إنه شهد بدراً فلم يقل إنه لم يأت بما يبيح دمه وإنما علل بوجود مانع من قتله وهو شهوده بدراً ومغفرة الله لأهل بدر وهذا المانع منتف في حق من بعده. ا.هـ

( جامع العلوم والحكم ، شرح الحديث الرابع عشر ، لايحل دم أمريء مسلم إلاّ بإحدى ثلاث )



ثالثاً : كان هذا الفعل من حاطب من أجل أمر من أمور الدنيا ، ولم يريد بذلك الدل على عورات المسلمين ، أو أن يوقع بهم المكيدة .

قال الإمام القرطبى رحمه الله في المسألة الرابعة في آية الممتحنة التي نزلت في شأن حاطب رضي الله عنه الرابعة : من كثر تطلعه على عورات المسلمين وينبه عليهم ويعرف عدوهم بأخبارهم لم يكن بذلك كافراً إذا كان فعله لغرض دنيوي واعتقاده على ذلك سليم ، كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتخاذ اليد ولم ينو الردة عن الدين . أهـ

( أحكام القرآن للقرطبى سورة الممتحنة آية 1 )



وقال أيضاً في المسألة الثالثة : قوله تعالى : " تلقون إليهم بالمودة " يعني بالظاهر ، لأن قلب حاطب كان سليماً ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم : ( أما صاحبكم فقد صدق ) وهذا نص في سلامة فؤاده وخلوص اعتقاده . اهـ ( السابق نفس الصفحة )



ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لسورة الممتحنة عن فعل حاطب رضي الله عنه :

ولهذا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عذر حاطب لما ذكر أنه إنما فعل ذلك مصانعة لقريش لأجل ما كان له عندهم من الأموال والأولاد ا.هـ .



رابعاً : وهى مسألة الجاسوس المسلم هل يقتل أم لا ؟

قال الإمام القرطبى رحمه الله في المسألة الخامسة : الخامسة : إذا قلنا لا يكون بذلك كافراً فهل يقتل بذلك حداً أم لا ؟ اختلف الناس فيه ، فقال مالك وابن القاسم وأشهب : يجتهد في ذلك الإمام ، وقال عبد الملك : إذا كانت عادته قتل ، لأنه جاسوس ، وقد قال : مالك بقتل الجاسوس وهو الصحيح لإضراره بالمسلمين وسعيه بالفساد في الأرض ، ولعل ابن الماجشون إنما اتخذ التكرار في هذا لأن حاطباً أخذ في أول فعله ، والله أعلم . ا. هـ

( السابق نفس الصفحة )

وقال في المسألة السادسة : السادسة : فإن كان الجاسوس كافراً فقال الأوزاعي : يكون نقضاً لعهده ، وقال أصبغ الجاسوس الحربي يقتل ، والجاسوس المسلم والذمي يعاقبان إلاّ أن تظاهرا على الإسلام فيقتلان . ا.هـ

(السابق نفس الصفحة )

وقال القرطبى في المسألة السابعة : المسألة السابعة : هو على تقدير أنتم تسرون إليهم بالمودة ، فيكون استئنافاً ، وهذا كله معاتبة لحاطب ، وهو يدل على فضله وكرامته ونصيحته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق إيمانه ، فإن المعاتبة لا تكون إلاّ من محب لحبيبه . ا. هـ



وقال القرطبي أيضاً رحمه الله : وذكر أن حاطباً سمع " يا أيها الذين آمنوا " غشي عليه من الفرح بخطاب الإيمان . اهـ ( السابق )



وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في الدرر السنية في كتاب العقائد

: فدخل حاطب في المخاطبة ، باسم الإيمان ، ووصفه به، وتناوله النهي بعمومه، وله خصوص السبب، الدال على إرادته، معه أن في الآية الكريمة، ما يشعر : أن فعل حاطب نوع موالاة، وأنه أبلغ إليهم بالمودة، وأن فاعل ذلك، قد ضل سواء السبيل، لكن قوله : " صدقكم، خلوا سبيله " ظاهر في أنه لا يكفر بذلك ، وإذا كان مؤمناً بالله ورسوله، غير شاك، ولا مرتاب ؛ وإنما فعل ذلك، لغرض دنيوي، ولو كفر، لما قال : خلوا سبيله .

ولا يقال، قوله صلى الله عليه وسلم :" ما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم " هو المانع من تكفيره، لأنا نقول : لو كفر لما بقي من حسناته، ما يمنع من لحاق الكفر، وأحكامه ؛ فإن الكفر : يهدم ما قبله، لقوله تعالى : ( ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله ) [ المائدة :5] وقوله : ( ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون ) [الأنعام: 88 ]

والكفر، محبط للحسنات والإيمان ، بالإجماع ؛ فلا يظن هذا .

وأما قوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) [ المائدة : 51] وقوله : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ) [ المجادلة : 22] وقوله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين ) [ المائدة : 57 ] فقد فسرته السنة، وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة العامة .أ هـ ( الدرر السنية في الأجوبة النجدية كتاب العقائد ص 189 و190)



* فالخلاف بين فعل حاطب وفعل المنافقين ليس راجعاً إلى الإعتقاد بل راجع إلى التكييف الشرعي للفعل بإختلاف القصد وبالتالي إختلاف العمل الظاهر الذي به وحده يتعلق الحكم الشرعي لابالفعل المحسوس المجرد من القصد فهذا لاتكييف له ولابد بإعتقاد المتعذر الوقوف عليه فهذا لاتقييد فيه فالعمل الظاهر هو الذي يتعلق به الحكم الشرعي . ولهذا اختلف حكم الجاسوس بين أن يعاقب بالقتل أو بما دون ذلك من عقوبات أو أن يقتل كفراً كالزنديق ولايستتاب وذلك حسب التكييف الشرعي لفعله بالوقوف على القصد الذي ربما يتضح تماماً من الفعل أو يحتاج إلى بحث وسؤال .

وواضح من فعل حاطب أنه رأي أنه يمكن أن يفيد من أمر لن يضر المسلمين بل كتب للكفار بذلك قائلاً : إنه لو قاتلكم وحده لانتصر عليكم فإن الله وعده بالنصر وهو لابد لاقيه ومع ذلك فقد جاءكم بما لاقبل لكم به فسارعوا إلى الإسلام .

سقطة في لحظة ضعف افتقد فيها التوكل ووقع في سوء التأويل ولكن لم يذهب القصد إلى المظاهرة لتغليبهم على المسلمين أو دلهم على عورات المسلمين ومقاتلتهم التي لانجاة للمسلمين منهم بعدها وقد تبين الرسول صلى الله عليه وسلم قصده وقال إنه قد صدقه فهو لم يتركه مع وقوع فعل الموالاة منه إنما تبين له صدقه فخرج فعله عن وصف موالاة الكافرين إلى مجرد وصف التجسس أو خيانة سر الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا له عقوبته التي درأها لاإسلامه لأنه كما يقول إبن القيم وقد علل صرف العقوبة عنه بوصف أخص من الإسلام وإذا كانت العلة أمر عام كان الخاص عديم التأثير وبحيث علل بالخاص امتنع أن يكون العام علة لذلك الفعل ولهذا كان الأرجح في عقاب الجاسوس القتل حداً أو أن يترك لرأي الإمام أما من كان ولاؤه للكافرين لأي سبب من الأسباب أو يكن له ولاء إلاّ مصالحه وشهواته ليس غير ، عرف ذلك مما أخذا عليه فهذا حكمه الكفر ولاشأن لنا بإعتقاده فهذا مالايمكن الوقوف عليه ومايقال عن فعل حاطب يقال عن فعل إبى لبابة وهو يختلف تماماً عمن قال الله فيهم : ? بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليماً الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ?

واضح الفرق بين القصد إلى الإضرار بل المحق والإستئصال في أصحاب مسجد الضرار وبين عدم القصد إلى الإضرار ووضوح السقطة مع بقاء الولاء لله ولرسوله والمؤمنين وهذا الفرق لم يعلم بإختيار غيبي بل بدلالة الأفعال والأقوال وهذا الفرق في العمل الظاهر دليل على الفرق في الباطن والإعتقاد .

يقول ابن القيم في زاد المعاد بعد أن ذكر قصة حاطب :

واختلف المسلمون في ذلك فقال سحنون إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يستتب وماله لورثته . وقال غيره من أصحاب مالك يجلد جلداً وجيعاً ويطال حبسه ويُنفي من موضع يقرب من الكفار وقال إبن القاسم يقتل ولايعرف لهذا توبة وهو كالزنديق وقال الشافعي وأبو حنيفة وأحمد لايقتل والفريقان احتجوا بقصة حاطب ووافق بن عقيل من أصحاب أحمد ومالكاً وأصحابه على أن التبرؤ من موادة الكافرين ليس على درجة واحدة بين المؤمنين ولذلك ذكر الله اتخاذ البطانة ولم يصفه بالكفر وذكر الموالاة ولم يصفها ولومرة واحدة بغير الكفر وحددت الموالاة بأنها المظاهرة والمناصرة والدل على عورات المسلمين حكم الزنديق تماماً والقتل كفراً لأحداً .اهـ



ويقول ابن القيم أيضاً في زاد المعاد ص 68 ج 2 :

ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قتل جاسوساً من المشركين وثبت عنه أنه لم يقتل حاطباً وقد حبس عليه واستأذنه عمر في قتله فقال ومايدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال إعملوا ماشئتم قد غفرت لكم فاستدل به لايرى قتل الجاسوس كالشافعي وأحمد وأبى حنيفة رحمهم الله وأستدل به من يرى قتله كمالك وابن عقيل من أصحاب أحمد رحمه الله وغيرهما قالوا : علل بعلة مانعة من القتل منتفية في غيره - ولو كان الإسلام مانعاً من قتله لم يعلل بأخص منه لأن الحكم إذا علل بالأعم كان الأخص عديم التأثير وهذا أقوى والله أعلم .اهـ

ونخلص بكل ماتقدم من فعل حاطب رضي الله عنه إلى ما يلي :

· أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم صدق حاطب رضي الله عنه فعذره لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤيداً بالوحي ( وتأمل ما قاله عمر في حقه )

· أن فعله كان من أجل أمر من أمور الدنيا ، ولم يكن كفعل المنافقين ناتج عن فساد اعتقادي .

· أنه كان ممن شهدوا بدراً وهذا يدرأ عنه حد القتل .

· أن حاطب لم يكفر بهذا الفعل لأن الله تعالى لم ينفي عنه صفة الإيمان .

· أن الجاسوس المسلم اختلف العلماء في حكمه ، فيقتل إن أراد خيانة المسلمين وأمّا إذا أراد شيء من الدنيا فيعاقب دون القتل .

· أنه لو فعل أي مسلم نفس هذا الفعل من بعده أخذنا بظاهره .

· لايقاس فعل حاطب رضي الله عنه بحال من يوالي الكافرين أو يقاتل معهم أو ينصرهم بيده أو لسانه أو ماله .[2]



والله تعالى أعلم وأحكم وهو الهادي إلى سواء السبيل
وصلى اللّهم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مباركاً طيباً فيه إلى يوم الدين . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .






وكتبه الفقير لعفو الله تعالى ورحمته

أبو عبد الله :

محمد محمد القلال






[1]ـ و الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله لايتحدث عن حكم الكفر والإيمان وإنما حديثه عن حكم قتله وهي مسألة حكم الجا سوس المسلم هل يقتل أم لا ؟ ، كما سيأتي عن القرطبي في المسألة الخامسة . وكما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد .


[2] ـ ولذلك قاال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس حين أسر يوم بدر وكان في صف المشركين : ياعباس أما ظاهرك فكان علينا . وواضح الفرق بين موقفه وموقف حاطب رضي الله عنه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله المصري
عضو هام



عدد الرسائل : 187
تاريخ التسجيل : 25/06/2008

شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه   شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه I_icon_minitimeالأحد 8 فبراير - 12:06

السلام عليكم
توضيح خطأ وقع فيه كاتب الموضوع

وهو قوله :-
أولاً : أن حاطب كان ممن شهدوا غزوة بدر ، وكما قال صلى الله عليه وسلم : (لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) وهذه خاصة لأهل بدر دون غيرهم .

ثانياً : أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينكر على عمر رضي الله عنه قوله : (دعني أضرب عنقه يا رسول الله) لكونه أخذ بظاهره ، أمّا النبي صلى الله عليه وسلم فهو يسير بالوحي لذلك علم صدقه ودرء عنه القتل كونه ممن شهدوا بدراً .

والرد علي ما قيل
من قول الإمام الشافعي

قيل للشافعي : أفرأيت إن قال قائل : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "قد صدق" إنما تركه لمعرفته بصدقه لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره ؛ فيقال له : قد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المنافقين كاذبون وحقن دماءهم بالظاهر فلو كان حكم النبي صلى الله عليه وسلم في حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين القتل بالعلم بكذبهم ولكنه إنما حكم في كل بالظاهر وتولى الله عز وجل منهم السرائر ولئلا يكون لحاكم بعده أن يدع حكما له مثل ما وصفت من علل أهل الجاهلية وكل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عام حتى يأتي عنه دلالة على أنه أراد به خاصا. أهـ ([1] )
الأم للإمام الشافعي رضي اله عنه[1]


ثانيا :- مناقشة قولهم : ( إقرار الرسول لما فهمه عمر ، ولم ينكر عليه تكفيره إياه وإنما ذكر عذر حاطب
ومعه بيان أن شهود بدر لا دخل له في مغفرة الكفر ابدا ) .
الجواب أولاً :- لم يقر الرسول قول عمر علي الإطلاق بل رد عليه بما يفيد أن فعل حاطب ليس بكفر وهو قوله " فَقَالَ: أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، فَقَال:َ لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمْ الْجَنَّةُ أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.]
Ûفيفهم منه :- أن فعل حطب ليس كفر وإنما معصية كبيرة كفرتها عنه سوابقه .
وقد جاءت الأحاديث في تجاوز الله عز وجل عمن شهد بدر بشهادة النبي rوآله و سلم ، وعند أحمد وأبي داود وابن أبي شيبة من حديث أبي هريرة بالجزم ولفظه أن الله أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . وعند أحمد بإسناد على شرط مسلم "لن يدخل النار أحد شهد بدرا " .
والدليل علي أن فعل حطب ليس كفر وإنما معصية :-
أ- لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة أن الله لم يأذن لأهل بدر ولا لغيرهم في فعل الكفر
وأما ما جاء في الأحاديث قوله"ما شئتم" دليل على أن الله عَزَّ وَجَلَّ غفر لأهل بدر كل ذنب اكتسبوه حتي الكفر فهذا غير صحيح لأن المكفرات خصصت بعدم المغفرة لصاحبها إذا لم يتب منها وهو قول جميع أهل العلم كما سيأتي .
ب‌- ومن المعلوم من الدين بالضرورة أيضاً أن الله لا يغفر الكفر والشرك دون توبة . - قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " فالله تعالى يقرر أن الشيء الذي لا يغفره هو الشرك.
وقال تعالى: " الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ )(آل عمران: من الآية91) وهذا دليل على عدم المغفرة.
Ûفالكفر لا يغفر والشرك لا يغفر فهما سواء. وقال تعالى: إن الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)(النساء168:169) "فكيف يغفر لحاطب فعله إذا كان كفر .
! فهذا دليل علي أن فعل حاطب ليس كفر .
ج‌- ومعلوم من الدين بالضرورة أيضاً أن الكفر يحبط العمل لا العكس فلا يجوز أن يقال أن شهود حاطب لبدر يحبط الكفر بل العكس صحيح .
Eلقوله تعالي )ومن يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ ُفأولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّار ِهُمْ فِيهَا
خَالِدُونَ)(البقرة: من الآية217)
E وقوله :- " أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ)(الأحزاب: من الآية19) "
Eوقال الله تعالى ذكره : "وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ "(المائدة: من الآية5)
E
وفي مثل قوله تعال " والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة" (النور: من الآية39)
[size=12] فهذا دليل أيضاً علي أن فعل حاطب ليس كفر .
'وسنورد أقوال العلماء في أن عمر tقد أخطأ في تأويل فعل حاطب وأنه صرفه علي أنه مودة للكفار أي محبة لهم من دون المسلمين وظهاراً عليهم
.
[/size]
[/size]


عدل سابقا من قبل أبو عبد الله المصري في الأحد 8 فبراير - 12:20 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عبد الله المصري
عضو هام



عدد الرسائل : 187
تاريخ التسجيل : 25/06/2008

شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه   شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه I_icon_minitimeالأحد 8 فبراير - 12:10

هذا وقد كان لي بحث في هذه المسألة
سميته
الأجـوبـة الممتـعـة علي عدم كفر حاطب ابن أبي بلتعة

وهو موجود علي موقع ملة إبراهيم لمن أراد تحميله
وهذا رابط الموقع
http://millat-ibrahim.110mb.com/file5.php
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح وبيان لموقف حاطب رضى الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التوحيد الخالص :: مكتبة المنتدى ومناقشة الرسائل والأبحاث :: الأبحاث والرسائل-
انتقل الى: