بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،
لقد رأيت بعض الإخوة يبحثون في تعلق بعض الأمور بأصل التوحيد من خلال البحث فيما إذا كان يعلم بالعقل أم لا .
فيقولون مثلا كمال القدرة لا يعلم بالعقل لذا فليس هو من أصل التوحيد ويعذر جاهله .
وهذا كلام غير صحيح ، والاستدلال عليه غير صحيح ، فكمال القدرة يعلم بالعقل نعم ، ولكن لم نستدل أنه من أصل التوحيد لأجل أنه يعلم بالعقل ، بل هو من أصل التوحيد لأن الإيمان بأن الله رب كل شيء لا يصح إلا بالإيمان بكمال الله صفات الله عز وجل ، وهناك أدلة أخرى من الكتاب والسنة حول هذا .
فمن يريد على أن يستدل على أمر ما أنه من أصل التوحيد عليه أن يستدل بالكتاب والسنة ، فهل أصبحنا نستدل بالعقل بدل الاستدلال بالقرآن والسنة ؟
وهذه طريقة أراها والله أعلم غير شرعية ، وأطالب من يتبع هذه الطريقة بيان وجه ذلك .
فما الدليل الشرعي على أن ما كان يعلم بالعقل فهو من أصل التوحيد ولا يعذر من جهله ممن لم تبلغه الرسالة ؟ وأن ما كان لا يعلم بالعقل فهو ليس من أصل التوحيد ولا يعذر من جهله ممن لم تبلغه الرسالة ؟
وننتظر ردود من عنده علم حول هذه القضية من الإخوة جزاهم الله خيرا . وأرجو أن لا نخرج عن صلب الموضوع إلى نقاش مسألة كمال القدرة أو مسألة البعث وتعلقهما بأصل التوحيد .
ووفق الله الجميع إلى مرضاته ، وهدى الله الجميع إلى طاعته وتوحيده . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .