بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
- اقتباس :
- أما مقدمة كلامي فليس فيها أي دعوة للإستغناء عن العلماء القدامى لأجل الإقتصار على المعاصرين، وإنما دعوة إلى نبذ تقليدهم جميعا والإستنباط من الكتاب والسنة مباشرة، وهناك فرق بين الإستعانة بفقه الفقيه وتقليده، وليس الإشكال هو بين اتباع القدامى أو اتباع المعاصرين، وإنما الإشكال في اتباع العلماء أو اتباع الكتاب والسنة.
لأنه من غير المعقول أن يكون مدار نقاشنا في الفقه أو العقيدة على أقوال ابن القيم والشاطبي وغيرهما، فهذا خطأ فادح في حق الدعوة ستتحمل عواقبه.
اولا: انا لم انكر عليك استغناءك عن القدامي لاجل الاقتصار على المعاصرين فما ادري اين فهمت هذا من كلامي و هنا المعضلة فانك اذا كنت قد اسات الفهم في كلام موجه اليك فكيف بكلام يحتمل معان و تلفه شبهات ..... فالذي انكرته عليك هو استغناءك عن الاولين و استقلالك بفهمك و استنباطاتك عن من هم افقه و افهم و اعلم بالكتاب و السنة منك و لا يحتاج لمثلي ان يبين لمثلك فضل و علم و فقه هؤلاء
قال القرطبي في تفسيره : ثم جعل الى رسوله بيان ما كان منه مجملا وتفسير ما كان منه مشكلا وتحقيق ما كان منه متحملا ليكون له مع تبليغ الرسلة ظهور الاختصاص به ومنزلة التفويض اليه قال الله تعالى { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } ثم جعل الى العلماء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم استنباط ما نبه على معانيه وأشار الى اصوله ليتوصلوا بالاجتهاد فيه الى علم المراد فيمتازوا بذلك عن غيرهم ويختصموا بثواب اجتهادهم قال الله تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } فصار الكتاب أصلا والسنة به بيانا واستنباط العلماء له إيضاحا وتبيانا فالحمد لله الذي جعل صدورنا اوعية كتابه وآذاننا موارد سنن نبيه وهممنا مصروفة الى تعلمهما والبحث عن معانيهما وغرائبهما طالبين بذلك رضا رب العالمين ومتدرجين به الى علم الملة والدين .
و عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه . رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن .
ثانيا : لم يكن انكاري البتة لاجل ترسيخ مبدا التقليد كما زعمت و لكن ان كان اتباعهم و الوقوف على فهمهم للكتاب و السنة في استنباطاتهم و اجتهاداتهم التي لا تخرج عن نصوص الوحيين تقليدا عندك فتعم التقليد قال ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد ج 1/ كان مالك بن أنس يقول : من أجاب في مسألة فينبغي من قبل أن يجيب فيها أن يعرض نفسه على الجنة أو النار وكيف يكون خلاصه في الآخرة و سئل عن مسألة فقال : لا أدري فقيل له : إنها مسألة خفيفة سهلة فغضب وقال : ليس في العلم شيء خفيف ألم تسمع قوله جل ثناؤه : {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا } فالعلم كله ثقيل وخاصة ما يسأل عنه يوم القيامة ...اه فلا يجب الاستهتار بالامر ولابد من الاستعانة بأهله حتى لا نزل أو نضل ...
قال ابن القيم في كتاب الروح ( 62 ) : ينبغي أن يفهم عن الرسول صلى الله عليه و سلم مراده من غير غلوٍّ ولا تقصير فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يقصر به عن مراده وما قصده من الهدي والبيان ، وقد حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله ، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام بل هو أصل كل خطأ في الأصول والفروع ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد . انتهى .
وقال ابن تيمية في كتابه درء التعارض ج/ 2 مبينا أهم أسباب الانحراف و الخطأ في الفتوى قال : وجهل مثل هذا المفتي بالشرع وأدلته يوقعه فيما لم يقله أحد من علماء المسلمين ولهذا يقع في فتاويه من العجائب ما لا يقوله أحد فإنه يحب أن يفتي بمجرد رأيه ونظره مع قله علمه لمسالك الأحكام و مدارك الحلال والحرام وأقوال أئمة الإسلام ...اه
فإذا كنا مستمسكين بأصول أهل السنة و التي شعارها فهم الأدلة الشرعية وفق فهم السلف رحمهم الله أجمعين وجب علينا السير على خطاهم فقد أنزل الله قرانا يمدح كل من اتبع سبيلهم قال تعالى:{ والسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ والذِينَ اتَّبَعُوهم بإحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُم وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهَارُ خَالِدينَ فيهَا أبَدًا ذَلكَ الفوْزُ العَظِيمُ } [ التوبة : 100 ] . و أورد سنة تقرر أفضليتهم فعن ابن مسعود أن النبي قال : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) . أخرجه البخاري ( 6429 ) ومسلم ( 2535 )
فالخير كل الخير في اقتفاء اثر من سلف و السير على خطاهم و الشر كل الشر في مخالفتهم لأنهم اعلم الناس بالنصوص و أدق الناس في تحديد المناطات و اقرب الناس إلى الزمن المزهر الذي لم يعرف للخلافات و النزاعات سبيلا و وجودا اللهم بعض الحوادث و التي لقلتها تعد على الأصابع . و من تمام اقتفاء الأثر الوقوف عند أقوالهم فلا نخرج منها إلى غيرها في تقرير المسائل المختلف فيها بينهم فالحق لا يعدو أن يكون في احدها و هذا معلوم عند كل ذي حس و عقل فما بالك إذا اتفقوا في مسالة ما
قال ابن رجب في كتاب فضل علم السلف على علم الخلف ( 72 ) : فالعلم النافع من هذه العلوم كلها ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعهيم في معاني القرآن والحديث ، وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام ، والزهد والرقائق والمعارف وغير ذلك . انتهى .
فلا يجب الخروج على مفاهيم السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم و كل من سلك سبيلهم فان الخير يكمن في اقتفاء اثر من سلف و نحن أولا و أخيرا متبعون و لسنا مبتدعون
جاء في الاعتصام للشاطي 1/413 : وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قد علمت متى يهلك الناس ! إذا جاء الفقه من قبل الصغير عليه الكبير وإذا جاء الفقه من قبل الكبير تابعه الصغير فاهتديا
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم من أكابرهم فإذا أخذوه عن أصاغرهم وشرارهم هلكوا
واختلف العلماء فيما أراد عمر بالصغار فقال ابن المبارك : هم أهل البدع وهو موافق لأن أن أهل البدع أصاغر في العلم ولأجل ذلك صاروا أهل بدع
وقال الباجي : يحتمل أن يكون الأصاغر من لا علم عنده قال : وقد كان عمر يستشير الصغار وكان القراء أهل مشاورته كهولا وشبانا قال : ويحتمل أن يريد بالأصاغر من لا قدر له ولا حال ولا يكون ذلك إلا بنبذ الدين والمروءة فأما من التزمهما فلا بد أن سمو أمره ويعظم قدره
ومما يوضح هذا التأويل ما خرجه ابن وهب بسند مقطوع عن الحسن قال : العامل على غير علم كالسائر على غير طريق والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بترك العبادة واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بترك العلم فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا ـ يعني الخوارج ـ والله أعلم لأنهم قرؤوا القرآن ولم يتفقهوا فيه حسبما أشار إليه الحديث[ يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ]
وروي عن مكحول أنه قال : تفقه الرعاع فساد الدين والدنيا وتفقه السفلة فساد الدين
وقال الفريابي : كان سفيان الثوري إذا رأى هؤلاء النبط يكتبون العلم تغير وجهه فقلت : يا أبا عبد الله ! أراك إذا رأيت هؤلاء يكتبون العلم يشتد عليك قال : كان العلم في العرب وفي سادات الناس وإذا خرج عنهم وصار إلى هؤلاء النبط والسفلة غير الدين .انتهى
فالى الله المشتكى و لا يفهم من كلامي انني اقصد شخصا بعينه بل اذكر نفسي و اياكم
- اقتباس :
- فالذين استطاعوا التخلص من الشرك لم يستطيعوا التخلص من التقليد، بنفس الصورة التي نجدها عند المشركين، وكثيرة هي الأخطاء المكفرة وغير المكفرة التي تظهر هنا وهناك كان سببها فهم خاطىء لفقرة أو مصطلح تردد في كتاب من كتب التراث فيصبح قاعدة، دون أي محاولة للبحث وفهم الكتاب والسنة.
وإذا كان الخطأ متوقعا في فهم نصوص الكتاب والسنة ـ وهذا ما يخشاه المقلدون ـ ألا نرى المشكلة نفسها في فهم كلام العلماء؟ بل قد نبني على خطئهم ونتخذه قاعدة، مما يدعونا إلى الرجوع مباشرة إلى المنبع الأول الصافي.
وللعلم فإن مفهوم (السلف الصالح) قد اتسع ليشمل كل من سبقونا وإن كان مشركا من المشركين، وهذا خطأ آخر.
يجب اولا ان تعرّف التقليد لان اعتبارك الاتباع تقليدا خطا فاحش انتهيت به الى هذه النتيجة الخاطئة
الذي لا يحسن فهم كلام العلماء فمن باب اولى ان لا يحسن فهم الوحيين لسبب بسيط و هو ان العلماء جاءوا ليشرحوا و يفسروا الكتاب و السنة
و اذا كان متوقعا سوء فهم المقلد و غيره للكتاب و السنة و اقوال العلماء فهذه لا تتخذ مطية لترك اقوال السلف و الاستقلال في الاجتهاد فان سوء فهم من هم اقل فهما من العلماء اكبر و اكثر
اما عن مفهوم السلف فهو مقيد بمنهج محدد سلكه اناس محددين و هو ما نص عليه قوله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ...الاية }التوبة100 فكل من اتبع سبيل الاولين من المهاجرين و الانصار فهو من جملة السلف ثم ان خطا العلماء في بعض المسائل لا يخرجهم عن كونهم من السلف فان العصمة ولت مع موت صاحبها عليه و اله افضل الصلاة و السلام
- اقتباس :
- ان الإستنباط من فقه الأولين ليس إجحافا في حق المتأخرين الذين هم تلاميذ لهم، وإنما إجحاف في حق الكتاب والسنة، لا نتحدث عن خصومة بين السابقين واللاحقين، ولا نقول: كلنا في درجة الإجتهاد وهم رجال ونحن رجال، وإنما كلنا في درجة التكليف وهم بشر ونحن بشر.
ثم ـ والحق يقال ـ هل نجد دليلا شرعيا أو عقليا على أن السابق أفقه من اللاحق؟ بل الحديث أمامنا يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، أضف إلى ذلك جهل الأولين بواقع عصرنا، وجهل المتأخرين بواقع الأولين، وهذا سبب كاف لتحريف الفتاوى، ولكن عندما نبحث في الكتاب والسنة ونستعين بفقه السلف الصالح مجرد استعانة فقط سنكون على هديهم وطريقته
اذا كان الاستنباط من فقه الاولين اجحاف في حق الكتاب السنة كما تزعم فهذا خطا في الطرح و تناقض فاحش حيث ان الفقه اذا اخذناه على شرحه اللغوي فهو الفهم و تكون العبارة عندها الاستنباط من فهم الاولين للكتاب و السنة و اذا اخذناها بمفهومها الشرعي فانها العلم بالاحكام الشرعية العملية بالاستدلال . و تكون العبارة عندها الاستنباط من علم الاولين للاحكام الشرعية بالاستدلال و في كلا الشرحين لا تعارض بين الكتاب و السنة و بين الفقه بل يتماشى مع الاخر فبالكتاب و السنة يتقرر الفقه و بالفقه نترجم الكتاب و السنة الى احكام علمية و عملية .
اما عما اوردته من ان الكل في درجة التكليف سواء فهذا من الخطا ايضا عند التفصيل حيث ان التكاليف تتفاوت من شخص لاخر فمن يحمل علما تجب في حقه الدعوة الى الله و تبليغ ما يحمله من علم و تعليم الناس امور دينهم قال تعالى : و لولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقوا في الدين و لينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون . الاية خلافا للعامي الذي يجب في حقه السؤال و البحث و التعلم قال تعالى : فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون . الاية
ثم لو رجعت لسبرة الاولين من صحابة النبي صلى الله عليه و اله و سلم و هم من هم في العلم و السبق نزل عليهم القران و هم افقه الناس بلغة العرب لوجدت انهم كان يسال بعضهم بعضا في كثير من المسائل بحثا عن فهم سليم و كذلك التابعين و تابعيهم فهذا معاوية بن حيدة رضي الله عنه بفزع الى ابن عباس يسال عن فهم اية تتعلق بقدرة الله و ذاك مسدد شيخ البخاري يرسل للامام احمد يساله عما اشكل عليه في مسائل الاعتقاد و هلم جر
اما عن الادلة العقلية التي استبعدت وجودها فكان يكفيك ان تعلم ببديهة العقل ان الصحابة تعلموا من رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم مباشرة و انزل القران بلغتهم و هذان دليلان عقليان كافيان لمن يعقل اما عن الادلة النقلية فيكفيك حديث النبي صلى الله عليه و سلم المتفق عليه عن عمران ابن الحصين : خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم .
و كذلك ما ذكره البيضاوي في تفسيره قال : أخبرنا عبد الواحد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا حفص بن عمر الحوضي حدثنا هشام عن قتادة عن أنس قال : لأحدثنكم بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثنكم به أحد غيري سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويكثر الجهل ويكثر الزنا ويكثر شرب الخمر ويقل الرجال ويكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد
وما ذكره البخاري في خلق أفعال العباد قال : حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من أشراط الساعة أن يرفع العلم وأن يظهر الجهل } وقال : { حدثنا عبد الله بن موسى عن الأعمش عن أبي وائل قال كنت مع أبي موسى وعبد الله رضي الله عنهما فقال قال النبي صلى الله عليه وسلم : بين يدي الساعة أيام ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم.
و الحديث الذي ذكره مسلم في صحيحه قال :{ حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبدالله بن وهب حدثني أبو شريح أن أبا الأسود حدثه عن عروة بن الزبير قال قالت لي عائشة
: يا ابن أختي بلغني أن عبدالله بن عمرو مار بنا إلى الحج فالقه فسائله فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا قال فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عروة فكان فيما ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن يقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤسا جهالا يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون } حديث ابن عمر مرفوعا :{ ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد وإنما يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
قال ابن بطال معنى قوله ان الله لا ينتزع العلم من العباد انه لا يهب لهم العلم ثم ينتزعه بعد أن تفضل به عليهم وانه يتعالى عن ان يسترجع ما وهب لهم من علمه الذي يؤدي إلى معرفته والايمان به وانما يكون قبض العلم بتضييع العلم فلا يوجد فيمن يبقى من يخلف من مضى وقد أنذر عليه الصلاة والسلام بنقص الخير كله وما ينطق عن الهوى
وقال ابن القيم رحمه الله في كتاب منفتاح دار السعادة : كذلك يموت العلم بموت حامليه هذا من قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن عمر وعائشة رضى الله عنهم وغيرهما ان الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا واضلوا رواه البخاري في صحيحه فذهاب العلم إنما هو بذهاب العلماء قال ابن مسعود يوم مات عمر رضى الله عنه اني لاحسب تسعة اعشار العلم اليوم قد ذهب وقد تقدم قول عمر رضى الله عنه موت الف عابد اهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه . و الاحاديث في الباب كثيرة جدا كلها تدل على افضلية القرون الاولى و على وقوع فتن في اخر الازمان اهمها موت العلماء و رفع العلم و انتشار الجهل و اتخاذ الناس رؤوسا جهالا و الى الله المشتكى.
يتبع باذن الله تعالى ...