شاع في بعض البلاد من تسمية أبنائهم بنحو هذا اللفظ "عثمان العبد الله" و "سعيد العبد الله" فإن هذا اللفظ فيه نسبة العبودية لله، والله لا يوصف بالعبودية بل يوصف بالألوهية
ولا يُقال فلانٌ العبدُ اللهِ هذا وَصفٌ للهِ بالعُبوديّة وهوَ ضَلالٌ،
فإنْ قال هؤلاء الذين يسمون بهذهالألفاظ: "نحن لا نفهم منه أن فيه وصف الله بالعبودية أي العبدية إنمانفهم منه إضافة هذا العبد إلى الله ملكا وخلقا" قيل لهم: لكن اللفظ يعطيوصف الله بالعبودية بدخول أل في كلمة العبد ولفظ الجلالة فيه لفظ "أل" فيكون المعنى العبد الذي هو الله، وهذا لم يكن معروفاً في العرب القدماءلا بين المسلمين ولا بين الجاهلية، الجاهلية كانوا يسمون "عبد يغوث" ويغوثاسم صنم من أصنامهم لأنهم كانوا عبّاد الأوثان فكانوا يضيفون العبد إلىالصنم، ولا يُعرف منهم اسم يسمون به العبد مضافاً إلى كلمة العبد مقرونابأل متبعا بلفظ الجلالة.
وليس هذا مثل كلمة "فلان العابد الله" لأن أل هنا اسم موصول صلتها صفة صريحة وهو لفظ العابد ثم أتبع بلفظالجلالة، فيكون معناه فلان الذي يعبد الله، فلو سمى هؤلاء أولادهم "سعيدالعابد الله" لم يكن به بأس لأن معناه هذا المولود الذي اسمه سعيد العابداللهيعبد الله.
أما كلمة "العبد" فليست في حكم "العابد" فلا تكون صلة لأل لأن صلة أل شرطها أن تكون صفة صريحة.
قال ابن مالك في الألفية:
وصفةٌ صريحةٌ صلة أل.......وكونها بمعرب الأفعال قل
فلو سموا "سعيد عبد الله" لكان من باب الإضافة فلا محظور في ذلك لأنه ليسفيه وصف الله بالعبودية إنما فيه أن سعيداً مضاف إلى عبد الله
ولا يجوزُ أن يُسمَّى شخصٌ عِزّةُ اللهِ ، عِزّةُ اللهِ صِفتُه ، ولا يُوصَفُ بها المخلوقُ {واللهُ عَزيزٌ ذُو انتِقَام}سورة ءال عمران ءاية 4. أي لهُ العِزّةُ ، أي مَوصُوفٌ بالعِزّةِ ، ومَن سَمّى بهِ غَيرَ اللهِ إنْ فَهمَ المعنى يَكفُر.وكذلكَ لا يجوزُ تَسميةُ الشّخصِ بِ وَحِيدُ اللهِ وكذلكَ لا يجوزُ تَسميةُ الشّخصِ بِ بِسمِ اللهِ ومَن سمّاهُ بذلكَ يكفُر،وكذلكَ لا يجوزُ تَسميةُ الشّخصِ بِ كَليمُ اللهِ ومَن سمّى نفسَه بذلكَ كأنّهُ يَدّعِى النُّبوةَ ، ومَن سمّى نفسَه سيّدَ البَشر إنْ فَهِمَ مَعناهُ يَكفُر ، أمّا إنْ سمّى نفسَه أميرَ البشَر أَهون،وأمّا مَن سمّى ولدَه بِسم اللهِ ولم يَفهم فَسادَ المعنى إلا التّبركَ باسمِ اللهِ فلا يَكفُر ، وكذلكَ لا يجوزُ تَسميةُ الشخصِ بِ قَريبُ الله ومَن فهِمَه على ظَاهرِه يكفُر ، أمّا جارُ اللهِ فمعناهُ جارُ مَكّةَ،جارُ بيتِ اللهِ أي الكَعبةِ ً،أمّا تَسميةُ الجارُ اللهِ فهوَ كُفرٌ لأنّ معناهُ اللهُ جَارٌ كالذي يقُولُ العَبدُ اللهُ،أما تَسميةُ العبدُ اللطيفُ قد يُفهَم منهُ العَبدُ المتواضِعُ،رَحيمُ القَلبِ،فلا يكونُ كُفرًا، أمّا إذا أرادُوا باللطيفِ اللهَ وقالوا العبدُ اللّطيفُ فهوَ كفرٌ، أمّا رامَ اللهَ فمعناهُ قَصَدَ اللهَ هذا ما فيه كفرٌ، أمّا مَن قالَ عن العَبدِ العَبدُ الرّحيمُ ومُرادُه رحِيمُ القَلبِ فيَجوزُ،وأمّا رَحمةُ اللهِ فيجوزُ التّسميةُ به،وكذلكَ رِزقُ اللهِ.
ومنالكفر تسمية شخص الرّحمن فإن الرحمن من الأسماء الخاصة بالله التى لايسمّى بها غيره،كذلك يكفر من سمّى الله المضلّ لأن هذا لا يليقبالله،ويكفر من سمّى الله الظالم فهذا فيه نسبة النقص إلى الله قا ل تعالى:وما ربّك بظلاّم للعبيد.