بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام علي الرسول الامين وآله وأصحابه أجمعين
وبعد
اللهم انك تعلم أن هذه القلوب قد اجتمعت علي محبتك و التقت علي طاعتك و توحدت علي دعوتك .فوثق اللهم رابطتها و أدم ودها و اهدها سبلها و اشرح صدورها بفيض الايمان بك و جميل التوكل عليك و أحيها بمعرفتك و أمتها علي الشهاده في سبيلك.
انك نعم المولي و نعم النصير
هل يجوز أن يلقب أحد ب****الموحده**** او المخلصة*** او المتقيه****أو الناجيه**** أو ألصادقه*****
وهل هذا يدخل في قولة تعالي **
فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن أتقي
و الحديث المروي عن عطاء قال: سميت ابنتي برة فقالت لي زينب
بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم وسميت برة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزكوا أنفسكم إن الله أعلم بأهل البر منكم» فقالوا: بمَ نسميها ؟ قال: «سموها زينب» وقد ثبت أيضاً في الحديث أنه مدح رجل رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويلك قطعت عنق صاحبك ـ مراراً ـ إذا كان أحدكم مادحاً صاحبه لا محالة فليقل أحسب فلاناً والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً, أحسبه كذا وكذا إن كان يعلم ذلك»
وأيضا جاء رجل إلى عثمان فأثنى عليه في وجهه قال: فجعل المقداد االأسود يحثو في وجهه التراب ويقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليهوسلم إذا لقينا المداحين أن نحثو في وجوههم التراب. ورواه مسلم وأبو داوود من حديث الثوري عن منصور به.
وقوله تعالى: "ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم" [النساء: 49]
يقول الامام الطبري
وقوله: فَلا تُزَكّوا أنْفُسَكُمْ يقول جل ثناؤه: فلا تشهدوا لأنفسكم بأنها زكية بريئة من الذنوب والمعاصيّ. كما:
25217ـ حدثنا ابن حُمَيد, قال: حدثنا مهران, عن سفيان, قال: سمعت زيد بن أسلم يقول فَلا تُزكّوا أنْفُسَكُمْ يقول: فلا تبرئوها.
وقوله: هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتّقَى يقول جلّ ثناؤه: ربك يا محمد أعلم بمن خاف عقوبة الله فاجتنب معاصيه من عباده.
وقال الإمام أحمد: حدثنا معتمر عن أبيه عن نعيم بن أبي هند قال: قال عمر بن الخطاب: من قال: أنا مؤمن فهو كافر ومن قال هو عالم فهو جاهل ومن قال هو في الجنة فهو في النار,
وقال الأمام القرطبي
فقد دل الكتاب والسنة على المنع من تزكية الإنسان نفسه، ويجري هذا المجرى ما قد كثر في هذه الديار المصرية من نعتهم أنفسهم بالنعوت التي تقتضي التزكية؛ كزكي الدين ومحي الدين وما أشبه ذلك،
ويقول الامام الشوكاني
ومعنى التزكية: التطهير والتنزيه، فلا يبعد صدقها على جميع هذه التفاسير وعلى غيرها، واللفظ يتناول كل من زكى نفسه بحق أو بباطل من اليهود وغيرهم، ويدخل في هذا التقلب بالألقاب المتضمنة للتزكية كمحيي الدين وعز الدين ونحوهما. قوله "بل الله يزكي من يشاء" أي: ذلك إليه سبحانه فهو العالم بمن يستحق التزكية من عباده ومن لا يستحقها، فليدع العباد تزكية أنفسهم ويفوضوا أمر ذلك إلى الله سبحانه، فإن تزكيتهم لأنفسهم مجرد دعاوى فاسدة تحمل عليها محبة النفس وطلب العلو والترفع والتفاخر، ومثل هذه الآية قوله تعالى "فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"