بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
قال الله تعالى : {ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومَِة لآئم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} المائدة 5.
يقول الإمام إبن كثير في تفسيره لهذه الآية العظيمة الكريمة : " يقول الله تعالى مخبراً عن قدرته العظيمة أنه من تولى عن نصرة دينه وإقامة شريعته ، فإن الله سيستبدل به من هو خير لها منه وأشد منعة وأقوم سبيلاً ، كما قال تعالى : {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم} سورة / محمد ، وقال تعالى : {وإن يشاء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز} أي بممتنع ولاصعب " أ.هـ.
فإتقوا الله إخوتي ...! وليخاف كل منا على نفسه من الإستبدال ، وليحاول بكل ماأعطاه الله من قوى وقدرات المساهمة في نصرة الإسلام والمسلمين بنفسه وماله .. وإلا فلا يلومن إلا نفسه ...
وصدق أحد الإخوة حين قال : " والله إنه ليقشعر جسدي وأخاف على نفسي كلما سمعت بداخل جديد في الإسلام ......
فليوجه كل منا لنفسه اللوم والعتاب بأنه هو أحد أسباب ما يحدث للمسلمين من شتات وإستضعاف ومصائب .... ودع عنك بعد ذلك معاذيرها وجدالها ـ فما أهلك الخلق إلا إتباع هوى النفوس وإسترسالها ، وتزكيتهم لأنفسهم ، وعدم حثها على العمل الخالص لله تعالى ـ وقل لها قال الله تعالى : {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير}{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظرنفس ماقدمت لغد وإتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد} {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي الماوى} ...
فإختاري وأعملي ما تحبين غداً أن تري ...! كفاك غرورا بي ، وكفاني مدافعة عنكِ .
فأنشط ياأخي وكن لمكانك حارساً ** ولمقاعد الأبرار مُنافساً
وليكن لك في كل يـوم عـملاً ** وأي مكان حللت به تباركاً
وأعرف مكانك أخي من الجسد ** وإحرص على زرع المحبة بكل ود
وكن سعيدا لأنك مسلماً ** عبد الإله الأحد الصمد ........... .